طرق دمج الطلبة في التعلم الإلكتروني Ways of Integrated Students in E-Learning
طرق دمج الطلبة في التعلم الإلكتروني Ways of Integrated Students in E-Learning
يُعد تعزيز مشاركة الطلبة في العملية التعليمية التعلمية أمرًا مهمًا ولكنه اتخذ شكلًا جديدًا تمامًا أثناء التعلم عن بُعد!هل سبق لكم أن وجدتم أنفسكم تحدقون في شاشة مليئة بالصناديق السوداء خلال الحصة الافتراضية؟
هل تساءلتم يومًا عن مدى تفاعل طلبتكم بشكل حقيقي خلال الحصة الافتراضية؟
ما نلاحظه في الصفوف الافتراضية وصفوف التعلم المتمازج (التعلم المدمج) أنه من السهل جدًا على الطلاب أن يبدوا وكأنهم منتبهون، بينما هم في الواقع ينظرون إلى نوافذ أخرى مفتوحة على شاشاتهم. قد يبدون وكأنهم يدونّون ملاحظات لكنهم يرسلون رسائل نصية إلى أصدقائهم ويتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي الانستغرام (Instagram) أو الـ (TikTok).
قبل الحديث عن دمج طلبتكم في التعلم الإلكتروني عليكم الأخذ بعين الإعتبار أن التركيز على تعليم الدماغ؛ أي إثراء معارف طلبتكم ومهاراتهم دون الانتباه لعواطفهم ومشاعرهم ورغباتهم سيقف عائقًا أمام تعلم الطلاب وتطورهم، فالتعليم بشكله التقليدي يركز على كم المعلومات والمعارف المُعطاة بغض النظر عن مدى تفاعل الطلاب ودمجهم في عملية تعلمهم.
وكما تعلمون في القرن الحادي والعشرين أصبح التركيز في جميع الدول عالمياً ومحلياً على الطلاب كونهم محور العملية التعليمية التعلمية لذلك ركزت وزارة التربية والتعليم على مبادئ دمج الطلاب في عملية التعليم والتعلم من خلال توفير النظام الصفي التقليدي والإلكتروني القادر على دمج الطلاب على اختلاف مستوياتهم أو قدراتهم ومن ضمنهم الطلبة ذوي الإعاقة أو الهمم بالإضافة إلى توظيف جميع الوسائل أو الاستراتيجيات لتقديم محتوى المناهج بشكل فاعل وقيّم.
تساؤلات حول دمج الطلاب في التعلم الإلكتروني
ما الذي يمكن أن يقوم به المعلمون بهدف تحقيق الدمج المناسب لطلبتهم في التعلم الإلكتروني خلال الحصص المتزامنة وغير المتزامنة؟
هل يمكن الاستفادة من حب طلبتكم لأدوات التكنولوجيا واستخدامهم اليومي لها في دمج طلبتكم داخل حصصكم الالكترونية؟
هل يمكن الاستفادة من قدرات الطلاب الرقمية في التعامل مع البرامج والتطبيقات المختلفة خاصة تطبيقات الهاتف الذكي أو الأجهزة المحمولة لتحقيق زيادة دمج الطلاب إلكترونيًا؟ وكيف يتم ذلك؟
جميع هذه التساؤلات سيتم توضيحها في هذا المقال من خلال تسليط الضوء على أهم الطرق التي تساهم في دمج الطلاب وإشراكهم في عملية التعليم والتعلم وجعل بيئة التعلم الإلكتروني بيئة مناسبة جاذبة للتعلم لطلبتكم.
كيفية دمج الطلاب وتعزيز مشاركتهم في الصفوف والحصص الافتراضية
السر يوجد في ضرورة إيجاد بيئة تعليمية إيجابية آمنة وجاذبة للطلاب أثناء الصفوف والحصص الافتراضية لتحقيق الدمج المطلوب من خلال توظيف الأدوات الآتية وما يشابها:
استخدام الأنشطة (Activities): ادمجوا الأنشطة الممتعة في الحصص الافتراضية، مثل: البحث عن الكنز (Scavenger Hunt) والعرض والقول (Show and Tell) وجولة المعرض الافتراضية (Virtual Gallery Walk).
تحديد وقت اجتماعي للطلاب (Social Time for Students): حددوا أوقات اختيارية اجتماعية للطلبة بهدف بناء علاقات إيجابية بين الطلاب، مما يساهم في دمج طلبتكم في الصفوف والحصص الافتراضية مثل: غداء افتراضي (Virtual Lunch).
تحديد يوم ذي طابع خاص (Theme Day): حددوا سمة أو طابع معين لكل حصة افتراضية مثل: (Cozy Sunday) وهنا يمكن للطلاب حضور الحصة الافتراضية في نفس الملابس البيتية أو الملابس التي يحبون ارتدائها، أو (Blue Day) ويقوم الطالب أو الطالبة بارتداء ملابس أو استخدام أدوات باللون الأزرق أو يمكنكم توجيه طلبتكم لحضور الحصة الافتراضية بزي يُمثّل الشخصية التي يحبونها وهذا الأمر بمثابة طريق يمكنك كمعلم أو معلمة من دمج طلبتكم بسهولة خلال العملية التعليمية التعلمية.
التركيز على الأنشطة ضمن مجموعة صغيرة لتشجيع مشاركة الطلاب (Small Group Activities to Encourage Students Engagement): راعو تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، فالعديد من الطلاب لا يشعرون بالراحة عند التحدث إلى الصف بأكمله شخصيًا أو افتراضيًا، فيميل بعض الطلاب إلى المشاركة والتفاعل بشكل أكبر في الأنشطة الالكترونية الخاصة بالمجموعات الصغيرة وهنا لا بد من مراعاة ذلك لتحقيق الدمج المطلوب، على سبيل المثال: يستخدم المعلمون الغرف الجانبية في تطبيق زوم (Zoom) لتقسيم طلبتهم إلى مجموعات للعمل على مهام أو أنشطة محددة يلتقي المعلمون بالمجموعات من خلال زيارة كل مجموعة للتحقق من تشغيل طلبة المجموعة الميكروفونات وأنهم يقومون بالعمل على المهمة الموكلة إليهم.
ولتعليم طلبتكم أطر العمل ضمن مجموعات، ننصحكم أن تطلبوا منهم النقر على زر الانضمام للمجموعة عوضًا عن وضعهم تلقائيًا ضمن المجموعة من قبلكم، وهذا من شأنه أن يعطيكم فرصة معرفة طلبتكم المندمجين أو المتفاعلين بالحصة من غيرهم.
استخدام المناظرات الخاصة بالتعلم الإلكتروني (Online Debates): من الأنشطة التي تزيد من دمج طلبتكم في التعلم الإلكتروني وتساهم في تعميق تعلمهم، استخدام المناظرات الخاصة بالتعلم الإلكتروني من خلال اختيار موضوع يثير اهتمام طلبتكم ويجذبهم حيث يمكنكم تقسيم طلبتكم إلى مجموعتين ثم إعطائهم فرصة للحوار والمناقشة ضمن مجموعاتهم لتوضيح اتجاهات كل مجموعة ثم البدء بالمناظرة.
استخدام الموسيقى (Music): من الأنشطة التي تزيد من دمج طلبتكم في التعلم الإلكتروني استخدام الموسيقى من خلال إعداد قائمة تحتوي على أغاني طلبتكم المفضلة، فابدأوا كل يوم بنوع موسيقى مختلف بالاعتماد على رغبات طلبتكم وطلباتهم في حصص التعلم الإلكتروني للتمكن من دمج طلبتكم بسهولة.
اعتماد نظام للمكافآت (Rewards): استخدموا نظام المكافآت الشامل لكل من المكافآت المادية والمعنوية لتعزيز مشاركة طلبتكم خلال الحصص الافتراضية ويمكنكم في بداية الفصل الدراسي إعداد قائمة بما يرغب طلبتكم في كسبه من جوائز ومكافآت.
استخدام وتصميم شريط فكاهي (Designing a Comic Strip): تُعد الفكاهة إحدى الطرق التي تساعد على تعزيز مشاركة طلبتكم ودمجهم في عملية تعلمهم في حصص التعلم الإلكتروني كما يمكنكم توجيه طلبتكم إلى إعداد مقاطع فكاهية تتعلق بالمحتوى الدراسي أو بمواضيع تهمهم من خلال استخدام العديد من التقنيات، ثم القيام بنشرها على منتديات النقاش أو عرضها مباشرة خلال الحصص المتزامنة. تعتبر هذه الطريقة خيار جيد خاصة في مواد الفن واللغة الإنجليزية واللغة العربية بالإضافة إلى الدراسات الاجتماعية، كل ذلك سيحقق لا محال الدمج الذي تسعون لتحقيقه مع طلبتكم كونه أساس لدعم عملية تعلمهم. كما ويبنى على ذلك مستقبل طلبتكم.
استخدام الواقع المعزز (Augmented Reality): يضيف الواقع المعزز عناصر رقمية تفاعلية إلى بيئة حيّة بعيدًا عن البيئة التقليدية في العالم الحقيقي من خلال الهاتف أو الجهاز اللوحي. ويُوفّر الواقع المعزز عرضًا لمشهد مركب يمزج بين المشهد الحقيقي الذي ينظر إليه المتعلم والمشهد الظاهري الذي يتم إعداده بواسطة الهاتف أو الجهاز اللوحي، فيمكّن طلبتكم من رؤية كل شيء كما لو كان أمامهم في حصص التعلم الإلكتروني، ومن الأمثلة الشائعة على استخدام الواقع المعزز: السناب شات (Snapchat) من خلال استخدام الفلاتر المتنوعة الخاصة بالتطبيق، هذه الطريقة رائعة لتمكنكم من دمج طلبتكم بيسر وسهولة.
استخدام التلعيب (Gamification): استخدام مبادئ الألعاب في مجال التعليم والتعلم لا يعتبر من الماضي، بل يساهم كل من اللعب والتلعيب إشراك الطلاب وجعل المتعلم أكثر حماسًا وشغفًا خلال حصص التعلم الإلكتروني. يقدم التلعيب مفاهيم مثل: الشارات (Badges)، المستويات (Levels) الإنجازات (Achievements) ،نقاط اللعبة (Game Points) في الصفوف الدراسية. بهذه المفاهيم يُكافئ طلبتكم عندما ينجحون أو يجتازون نقطة تعلم ما ولكن في المقابل لا يتم معاقبتهم عندما يتعثرون أو لا ينجحون حيث يتم تقديم نظام للمكافآت بدون عقوبات قاسية، فلا يهاب طبتكم فكرة الإخفاق ويبقون ضمن منطقة الراحة الخاصة بهم، من خلال تشجيعهم لا شعورياً على التعلم في مساحة صفية تتبنى التعلم باللعب أي التعلم ضمن بيئة صفية آمنة، ومن طرق اللعب في الصف الدراسي الآتي:
ألعاب تعليمية إلكترونية(Online): حيث يتم منح الطلبة بشكل فردي وقتًا لممارسة الألعاب بشكلها الإلكتروني إما كجزء من الدرس خلال حصص التعلم الإلكتروني أو كمكافئة وتعزيز للطلبة. كما تُعد هذه الطريقة من أسهل طرق دمج الألعاب في الصفوف الدراسية الخاصة بكم.
استخدام تطبيقات تعليمية تعلمية: استخدام المعلمين لتطبيقات تعليمية خلال حصص التعلم الإلكتروني لتقديم ألعاب تنافسية بين الطلاب بالاعتماد على المحتوى التعلم والتعليم المحدد، وهذا يتطلب التأكد من النتاجات ومدى تحققها من قبل الطلاب ومن هذه التطبيقات: (Word Wall) و (Kahoot).
شاهدوا هذا الفيديو الموجود على قناة (Edutopia) الذي يوضح لكم ست نصائح لدمج الطلاب في بيئة التعلم المتعلقة بالتعلم الإلكتروني.
أعزاءنا القراء لا بد من التركيز على مفهوم دمج الطلاب في التعلم المتمازج (المدمج) كونه تعلم إلكتروني يزاوج بين تقديم الحصص وجهًا لوجه في شكلها التقليدي وبين تقديم الحصص التعلم الالكتروني لتقديم تعلم متكامل، ولعلكم تذكرون أشهر نماذج التعلم المتمازج ألا وهو التعلم المقلوب.
وسندرج لكم خلال الجزء القادم عدداً من النقاط التي تحتوي على طرق مختلفة تساعدكم على تنويع الأساليب المستخدمة لتقديم تجربة التعليم والتعلم الخاصة بالتعلم المتمازج (المدمج) لطلبتكم كما هو موضح في النقاط الآتية:
مراعاة تصميم دروس التعلم المتمازج (المدمج) من خلال التركيز على النتاجات وليس على استخدام أحدث الأدوات التقنية.
مراعاة الأساليب الخاصة في التعلم المتمازج (المدمج) التي تلبي الاحتياجات الخاصة بالطلبة والتي يرتاح لها الطلاب من خلال القدرة على المزج بين تكنولوجيا العصر ومتطلبات الطلبة.
التنويع بالمصادر الرقمية عبر الإنترنت الخاصة بالتعلم والمقدمة في جميع مراحل التعلم المتمازج (المدمج) التي من شأنها إثراء تعلم الطلاب، وتقديم المساعدة لكم لاختيار الاسلوب التعليمي المناسب لتقديم المحتوى التعليمي.
تجهيز الطلبة لتجربة التعلم المتمازج (المدمج) التي تجمع بين الحصص وجها لوجه (Face to Face) وحصص التعلم الالكتروني، من خلال تدريب الطلبة وبناء الثقة لديهم كل ذلك يهدف إلى تقديم تجربة تعليمية أكثر إرضاءً لهم.
إعداد حصص تعلم متمازج (المدمج) للطلبة ذوي المهارات الضعيفة أو المتعثرين الذين يحتاجون إلى مزيد من الدعم بواسطة إعداد حصص التعلم الإلكترونية بهدف الرفع من مهاراتهم وتطويرها مما ينعكس على آدائهم عند حضور الحصص وجهاً لوجه.
ما رأيكم أن ندرج لكم بعض النصائح البسيطة التي يمكنكم من خلالها إدارة وتقديم التعلم الإلكتروني الذي يتميز بدمج طلبتكم بالعملية التعليمية التعلمية:
زودوا الطلبة بمحتوى تعليمي يحتوي على معلومات عملية قابلة للاستخدام وذات قيمة، وتزيد من مهارات الطلبة فعلى المعلم أو المعلمة تقديم محتوى مناسب للتعليم يكتسب من خلاله الطلاب معلومات قابلة للتطبيق في الواقع.
استخدموا لغة سهلة للتعلم فعلى المعلم أو المعلمة الانتباه إلى اللغة المستخدمة الخاصة بالتعليم مع الطلبة، فهذه اللغة يجب أن تخلو من المصطلحات أو الألفاظ الصعبة، وتذكروا دائمًا أن أسهل طريقة لجذب ودمج الطلبة خلال حصص التعلم الإلكتروني هي استخدام لغتهم، فاحرصوا على تبسيط لغتكم أو كتاباتكم لطلبتكم، واجعلوا من الوضوح عبارة أساسية في تواصلكم مع طلبتكم للتعلم بشكل أبسط وأعمق.
خططوا لاستخدام أنشطة للتعلم مختلفة ومتنوعة لبدء حصصكم الدراسية أو ختامها وراعوا ان تكون عدد من هذه الأنشطة مليئة بالتحديات التي تثير من فضول الطلاب وتجعلهم أكثر اندماجًا بالتعلم من خلال إيجاد بيئة تعليمية يستخدم فيها التعلم النشط الفعّال بأشكاله وأساليبه المتنوعة الذي يؤدي استخدامه إلى مراعاة أنماط تعلم طلبتكم.
راعوا أن تكون حصص التعلم الالكترونى المقدمة من قبلكم قصيرة الزمن وذلك لان الحصص ذات الفترة الزمنية الطويلة ستشتت تعلم الطلبة (Learning)، وإن كان لا بد من تغطية المحتوى التعليمي إذًا لا بد من تقسيم الحصص على سلسلة من الحصص.
احرصوا على وجود سقف عالي من التوقعات الخاصة بتعلم طلبتكم خلال حصص التعلم الإلكتروني.
في نهاية المقال، نود التأكيد على أن التعلم الإلكتروني يُشجع المعلمين على التفكير بطرق جديدة ومبتكرة لدمج طلبتهم في عملية التعليم والتعلم وزيادة تفاعلهم ومشاركتهم في حصصهم، ويعتمد كل ذلك عليكم من خلال أخذ زمام المبادرة والتجربة لتقرروا بأنفسكم أن التعليم الإلكتروني تعلم غير ممل بل يوفر إمكانات عالية للتفاعل بينكم وبين طلبتكم، ولا تقلقوا إن ارتكبتم بعض الاخطاء فمع مرور الوقت والممارسة ستُتقنون فن دمج طلبتكم في حصصكم الافتراضية وستجعلون المستحيل ممكنًا وستقدمون ما بوسعكم لتقديم التعلم الغني والفاعل لطلبتكم لتحصدوا أثر جهودكم وتحتفلون بالنتائج مع طلبتكم.